يثير أدب الرسائل ، فضولا أدبيا لدى المتلقي ، ويتيح إنصاتا حميما لحوار حميم بين طرفين ، مرسل ومرسل إليه، مما يضفي على الرسالة الصادحة بنغمين الموقعة بقلمين، نكهة شائقة ومُغرية ، ويشرع على الرحب والخصب ، أفق انتظار المتلقي.
وقد أحسن حسن بيريش صنيعا وأتى عملا بديعا ، بنشره شذا وطيب الرسائل المتبادلة بينه وبين ناسك الشعر المغربي وسنديانته العريقة الوريفة، عبد الكريم الطبال.
قلم جميل شاب، يحاور على السجية والألفة والمودة قلما جليلا وحفيلا.
ألا ما أجمل اللقيا ، وأطيب القطاف والجني. في هذه الرسائل الشفيفة ، يلتقي ويتحاور جيلان متباعدان في الزمان ، متقاربان في الحساسية والوجدان. والطبال ، من قبل ومن بعد ، شاعر متجدد عابر للأجيال.
في هذه الرسائل ، حوار شجي بين الشيخ والمريد، مفتوح على حدائق خضراء ، ونابع من القلب والفكر والذاكرة الموشومة.
كما تتصادى وتتهادى في هذا الحوار الشجي عبر هذه الرسائل الحميمة، لغتان راقيتان نديتان، لغة عبد الكريم الطبال المعتقة، ولغة حسن بيريش الطلقة.
والكيد المؤكد ، أن القارئ على موعد في هذا الكتاب ، مع متعة النص.
الكيد المؤكد، أنه سيغنم متعة وفائدة . إمتاعا ومؤانسة . وسيجني قطافا دانيا وزاهيا.